تجميل الأنف
يتميز المجال الطبي بتطوره المستمر الذي يسعى الى معالجة المشاكل الصحية المختلفة كما يهدف ايضا الى جعل الحياة اسهل للاشخاص الذين يعانون من مشاكل في مظهرهم الخارجي والتي تؤثر سلباً على حياتهم اليومية و غالباً ما تسبب لهم الاحراج الأمر الذي أدّى الى ظهور الجراحة التجميلية كأحد أهم الاختصاصات الطبية في العالم ، ومن أهم اختصاصات الجراحة التجميلية هو عملية تجميل الأنف التي لاقت انتشاراً في واسعاً في جميع أنحاء العالم حيث سنتحدث عنها بالتفصيل في هذا المقال .
عملية تجميل الأنف :
هي عملية جراحية يتم فيها تغيير شكل الأنف او ميلانه من خلال اجراء تغييرات دقيقة ومدروسة على عظام الأنف وغضاريفه والتهي تهدف الى علاج مشاكل القدرة على التنفس الناتجة عن تشوهات او عيوب في بنية الأنف أو تجميل المظهر الخارجي للانف من اجل زيادة تناغم الأنف مع باقي ملامح الوجه من خلال تصغير حجم الأنف أو تكبيره أو تغيير الزاوية بين الأنف والشفة العليا لتعطي مظهراً مثالياً و متناسقاً او كلاهما معاً ، يتم إجراء هذه العملية تحت تأثير التخدير العام أو التّخدير الموضعي حسب نوع العمليّة ودرجة تعقيدها وتكون مدّتها عادةً بين ساعتين الى ثلاث ساعات بعد أن يتم دراسة حالة المريض و وضع الخطة المناسبة لهذه الجراحة من قبل الطبيب المختص .
الحالات التي يلجأ فيها المريض الى جراحة الأنف :
- تضيّق فتحات الأنف مما يعيق عملية التنفس .
- حدوث كسر في عظم الأنف نتيجة لضربة قوية على الأنف او بسبب حادثٍ ما .
- مشاكل خلقية في تركيبة الأنف والتي تجعل مظهر الأنف غير مقبول .
- اعوجاج عظم الأنف .
- عدم تناسق حجم الأنف مع ملامح الوجه .
- ميلان الحاجز الأنفي ووجود زوائد داخلية تعيق عملية التنفس .
العمر المناسب لتجميل الأنف :
ينصح الأطباء عادةً أن ينتظر المريض إلى أن يبلغ عامه الثامن عشر قبل الخضوع لجراحة الأنف حتى يكتمل نمو عظام الأنف وغضاريفه ، أمّا إذا كانت حالة الأنف طارئة ولا تتحمّل التأخير حتى سنّ المراهقة كما هو الحال عند التعرض لحادث فعندها يُمكن إجراء العملية حتى لا تتعرض الوظائف الحيوية التي يوفّرها الأنف لأي ضرر .
خطوات يجب اتباعها قبل العملية :
عندما ينوي المريض القيام بعملية تجميل الأنف فيجب عليه القيام ببعض الامور التي قد تجنبه الكثير من المشاكل أثناء العمليه. حيث أن عملية تجميل الأنف تعتبر من العمليات المعقدة نوعاً ما ومن أهم هذه الأمور :
- سؤال الطّبيب الذي سيجري جراحة الأنف للمريض عن تاريخه الطبي بما في ذلك المدة التي يعاني منها المريض من مشاكل الأنف وإذا كان قد أجرى أي عملية جراحية من قبل والأدوية التي يستعملها كما يسأله عمّا إذا كان يعاني من أي مشاكل صحيّة أو أمراض قد تجعله غير مؤهّل لإجراء العملية مثل مرض النّاعور أو أمراض القلب والسّكر .
- يقوم الطّبيب بأخذ مجموعة صور للأنف من عدة زوايا لكي يقوم بدراسة حالة الأنف و معالجتها عن طريق الحاسوب لكي يتمكّن من عرض النّتائج المتوقعة بعد العملية ومناقشتها مع المريض ، كما انّه يستخدم هذه الصّور لتقييم نجاح العمليّة وتصبح مرجعاً مفيداً للطبيب من أجل المراجعات على المدى الطّويل
- قبل إجراء العملية بثلاثة أسابيع يجب على المريض أن يخضع لمجموعة من التحاليل اللازمة للتأكد من صحته الجسدية.
أهم التحاليل الليتي يتوجب القيام بها قبل العملية:
- القيام بتحليل كامل للدم حتى يتأكد الطبيب من أن المريض لا يشتكي من مرض فقر الدم والذي قد يعيق أي عملية جراحية بما فيها جراحة الأنف التجميلية .
- تـحليل نسبة السكر بالدم من اجل استبعاد وجود مرض البول السكري حيث أنه من المعروف أن مرض السكر يؤثّر على سرعة التئام الجروح .
- تحليل وظائف الكبد لقياس نسبة الأنزيمات وذلك بسبب التأثير المباشر لمواد التخدير على الكبد ومن الممكن أن تسبّب ضرراً بالغاً للكبد إذا كان في حالة صحية سيئة .
- تحليل وظائف الكلى لأن الجسم يتخلص من سموم الأدوية التي يستخدمها المريض بشكلٍ خاص بعد العملية. عن طريق الكلى فإذا كانت في حالةٍ غير صحية فإنَّ ذلك سيردي إلى تراكم السّموم في الجسم .
- امتناع المريض عن استعمال العقاقير الطبيّة التي تسبّب تميُّع الدّم وتأخر التجلّط قبل العمليةّ. مثل الاسبرين والأدوية التي تحتوي على مادة الايبوبروفين من أجل سرعة التئام الجروح بعد العملية .
- التوقف تماما عن التدخين وعن استعمال أي مواد تحتوي على النيكوتين. بالإضافة إلى الامتناع عن تعاطي المواد الكحوليّة خلال الفترة التي تسبق العمليّة والفترة التي تعقبها .
- اعتماد نظام غذائي متوازن و صحّي قبل العملية يحتوي على كافة العناصر الغذائيّة. والتّركيز على فيتامين ج حيث يجب تناول كميّة لا تقل عن ١٠٠٠ ملغ يوميّاً .
- أغلب الحالات تتطلّب اجراؤها تحت تأثير التخدير العام. لذلك يجب الامتناع عن تناول الطعام والمشروبات بكافّةِ أنواعها قبل ٨ ساعات من العمليّة .
خطوات جراحة الأنف :
كل العمليات التي يتم إجراؤها جراحيّاً على الأنف سواءً كانت تجميليّة أو وظيفيّة تمر بعدة مراحل وهي :
- الـتخدير: كما هو الحال في كافّة العمليات الجراحيّة فإن الخطة الأولى في جراحة الأنف. هي تخدير المريض حتى لا يشعر بالألم أثناء العمليّة ويمكن أن يكون التّخدير موضعي أو كامل. حيث يقوم الطّبيب بتحديد نوع التّخدير الأمثل لحالة المريض والمناسب للعمليّة .
التخدير الموضعي : يتم حقن المريض بموادة مخدرة داخل أنسجة الأنف بالإضافة إلى حقن المريض عبر أنبوب وريدي بمزيج من المواد المخدرة مثل الليدوكائين و الايبينيفرين من اجل تخفيف الألم و تقليل نزيف الدم أثناء الجراحة ، هذه الطريقة لا تسبب فقدان وعي المريض بشكلٍ كامل و لا تؤدي الى تثبيط التّنفس .
التخدير العام : وهو الوسيلة الأكثر شيوعاً في عمليات تجميل الأنف وذلك لتقليلها من احتماليّة حدوث نزيف في الأنف وتجنّب حدوث أي حركة مفاجئة للمريض كما هو الحال في التخدير الموضعي حيث أنها تسبب فقدان الوعي بشكلٍ كامل ممّا يضمن نتائج أفضل وأكثر دقّة بعد العملية ، يصاحب التّخدير العام استعمال لجهاز التّنفس الاصطناعي مما يساعد على إبقاء ضغط الدم منخفضاً أثناء العملية .
- شق الأنف : بعد أن يتم تخدير المريض يقوم الطبيب بفتح شق في الأنف. بإحدى طريقتين حسب ما تقتضيه العملية ولكل طريقة ميزاتها وعيوبها .
- الجراحة المغلقة: تعتمد على احداث شقوق جراحيّة داخل الأنف حيث لا يظهر أي شق خارجي. ولا تترك ندبات ومن سلبياتها انَّ الشقوق فيها تكون ضيقة ومجال الرؤية فيها محدود .
- الجراحة المفتوحة : يتم فيها فتح شق عرضي على طول العُمَيد وهو القسم الذي يفصل بين الفتحتين الأنفيّتين. ويتم رفع الجلد الذي يغطي عظام وغضاريف الأنف مما يتيح أعادة تشكيل الأنف بسهولة بدون إحداث أي ضرر للغضاريف الأنفية .
أنواع تجميل الأنف :
- جراحة الجزء العظمي من الأنف: في حالة الاعوجاج الخارجي يتم إعادة هيكلة الجزء العظمي من الأنف عن طريق كسر العظم داخلياً وإعادة تركيبه، اما في حالة بروز جسر الأنف تتم إزالة هذا الجزء العظمي الزائد.
- عمليات تجرى للجزء الغضروفي من الأنف: حيث يتم تعديل أو تصغير الغضاريف، لأن هذه تشكل المظهر الخارجي لمقدمة الأنف والجزء الأوسط منه.
- مشاكل الشخير: يحدث نتيجة تضييق في المجاري التنفسية العليا، وهذا التضييق يؤدي الى منع وصول قسم من الهواء المستنشق إلى الرئة، مما يؤدي إلى ارتجاف في سقف الفم أو في البلعوم، مسببا أصوات مزعجة خلال النوم.
- اعادة تشكيل الأنف : وتتم من هلال تصغير حجم الأنف عبر ازالة بعض الغضاريف والعظام، أو تكبير حجم الأنف إما عن طريق أضافة غضاريف يتم أخذها من الحاجز الأنفي أو الأذنين، أو عن طريق إضافة عظام يتم أخذها من الورك أوالكوع أو الجمجمة ليتم استخدامها في تكبير الأنف، في حال وجود عيب في شكل الأنف لا يقتضي تكبيره أو تصغيره يتم كسر عظم الأنف وإعادة ترتيب الغضاريف لتعطي المظهر الجمالي المطلوب كما يمكن تعديل الزاوية والتّناسق بين الأنف والشفّة العليا لأداء نفس الغرض بالإضافة إلى تعديل شكل الجلد الموجود على الأنف بما يتناسب مع التّعديلات التي أجراها الطبيب على بنية الأنف.
- تصحيح الحاجز الأنفي: بعض الأشخاص يشتكون من صعوبة التنفس الناتجة عن انحراف في الحاجز الأنفي ووجود زوائد داخل الأنف. يمكن للطبيب خلال العملية وبعد أن يقوم بتعديل شكل الأنف أن يقوم بتصحيح انحراف الحاجز الأنفي. وإزالة الزوائد الموجودة مما يخلّص المريض من مشاكل صعوبة التنفس.
- إغلاق شق الأنف: بعد أن ينتهي الطبيب من تعديل شكل الأنف ويصل إلى النتيجة المطلوبة بنظرهِ ؛ يقوم الطبيب بإغلاق شق العملية ووضع الجبائر التي تحمي الأنف من الخارج وتحافظ على ثباته خلال فترة الشفاء المبكرة، في حال قيام الطبيب بتعديل على الحاجز الأنفي فإنّه يقوم بتثبيت دعامات داخل الأنف لكي يحافظ على موقع الحاجز الأنفي الجديد حتى تُشفى الأنسجة بشكلٍ كامل.
ما الذي يحدث بعد العملية :
بعد الانتهاء من جراحة الأنف يتم نقل المريض إلى غرفته في المستشفى حيث يجب أن يبقى تحت المراقبة لمدة ليلة أو ليلتين حسب درجة تعقيد العملية وبعدها يمكنه مغادرة المشفى بعد الاطمئنان على حالته الصحيّة ، ويتم بعد اسبوع إزالة الجبيرة الخارجية والدعامات الداخلية التي يتم وضعها أثناء العملية في حال تصحيح الحاجز الأنفي ، كما سيقوم الطبيب بتقطيب الجروح باستخدام غرز غالباً ما تكون من النوع الذي لا يحتاج الى إزالته بعد فترة حيث أنها تذوب تلقائياً مع الوقت ولكن في حال استخدام الطبيب لغرز لا تتحلل من تلقاء نفسها فيجب على المريض مراجعة الطبيب بعد العملية بعشرة أيام لإزالة الغرز ، تحتاج العظام الموجودة في الأنف والتي خضعت للعملية إلى مدة ثلاثة أشهر على الأقل حتى تلتئم بشكلٍ كامل ويمكن رؤية النتيجة النهائية بعد عام من العملية .
الآثار الجانبية لجراحة تجميل الأنف :
- احتقان في الأنف وحدوث نزيف خفيف من المجاري التنفسيّة .
- الشعور بصداع خفيف في الرأس و انتشار كدمات طفيفة في الوجه خصوصاً حول العينين .
- صعوبة في التنفس من الأنف ويمكن علاجها باستعمال قطرات الأنف والرذاذ ومن الممكن التّنفس من الأنف بعد ثلاثة أسابيع .
- اضطراب في حاسة الشّم يزول بعد عدّة أسابيع .
- وجود رضوض في الأنف بسبب إعادة هيكلة العظام والغضاريف أثناء العمليّة والتي تختفي بعد اسبوعين كَحد أقصى .
نصائح يجب اتباعها بعد العملية :
- يجب على المريض الاستلقاء على ظهره بحيث يكون ذقنه بعيداً عن صدرهِ من أجل التخفيف من النّزيف. والتقليل من الانتفاخات الناتجة عن العملية .
- الابتعاد عن الشمس خلال الأسبوع الأول من فترة التعافي وذلك كي لا يُصاب المريض بالدوّار. و النزيف في الأنف نتيجة التعرّض المباشر لأشعّة الشمس و أيضاً لمنع تشكّل تصبغات جلدية في منطقة الجراحة .
- تجنب الأنشطة الرياضية العنيفة و الركض وحمل الأشياء الثقيلة في الشهر الأول من فترة التعافي حتى لا تؤثر على نتيجة العملية حيث أن الحركات القوية تُضر بشكل مباشر على أنسجة وغضاريف الأنف خلال هذه الفترة .
- الاستحمام باستعمال الحوض حتى لا يتعرض الأنف والجبيرة المحيطة به للماء بشكلٍ مباشر .
- تناول الفواكه و الخضروات الغنيّة بالألياف من أجل تجنب الإصابة بالإمساك الذي قد يسبّب الضغط على منطقة الجراحة .
- ارتداء الملابس المريحة والابتعاد عن الألبسة التي تُلبس عن طريق الرقبة مثل الكنزات حتى لا تحتك بالأنف .
- الالتزام باستعمال الأدوية والمسكّنات التي وصفها الطبيب بشكلٍ منظم. والبقاء على اتّصالٍ مباشر مع الطبيب الذي أجرى العملية في حال حدوث أي أمر طارئ .
تجميل الأنف في تركيا :
تميزت تركيا في الآونة الأخيرة عن باقي الدول بأنها أصبحت وجهة مرموقة للسياحة العلاجية والتي يقصدها المرضى من كافة أنحاء العالم ، يعود ذلك إلى تطور القطاع الطبي فيها بكافة مجالاته و توفير الخدمات العلاجية بأسعار مقبولة بالمقارنة مع دول أوروبا وأمريكا بالإضافة إلى الدعم و التسهيلات التي وفرتها الدولة للراغبين بالعمل في هذا المجال مما خلق بيئة تنافسية يسعى الجميع من خلالها أن يكونوا الأفضل . و بالحديث عن عمليات تجميل الأنف فإن تركيا تتميز بوفرة مراكز و مشافي التّجميل التي تقوم بهذه العملية وحصولها على تقييمات عالية من حيث الخدمة و النوعية ، كما أن الأطباء الأتراك تركوا بصمتهم في هذا المجال عبر تنفيذ المئات من العمليات المعقدة بنجاح و تطوير تقنيات جراحة الأنف .