+90 (555) 110 00 08 info@safarmedical.com
      Select Page

      زيادة الوزن و عملية شفط الدهون :

      اصبحت السمنة المفرطة من أحد أكبر المشاكل التي تواجه العالم في العصر الحديث حيث أن معدلات الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة قد ازدادت بشكلٍ كبير في السنوات الأخيرة خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط و بلدان حوض المتوسط و ذلك بسبب اتباع هذه البلدان لأنظمة غذائية ذات سعرات حرارية عالية، مما أدى الى ارتفاع معدل اصابات أمراض القلب و الشرايين و ارتفاع ملحوظ في عدد المصابين بمرض السكر، فضلاً عن المشاكل النفسية التي تسببها السمنة، حيث يشعر من يعاني المصابين بالسمنة المفرطة مشاكل في التواصل مع الآخرين، لذلك سنتحدث عن السمنة بالتفصيل و أسبابها و طرق علاجها في وقتنا الحالي.

      ما هي الدهون :

      تعتبر الدهون من المواد التي لا تذوب في الماء بل أنها قابلة للذوبان فقط في المذيبات العضوية و هي أحد أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم حيث أنها مصدر رئيسي للطاقة التي يحتاجها الانسان في حياته اليومية كما أنها تحافظ على حرارة الجسم عن طريق تشكيل طبقة عازلة تحت الجلد تحافظ على حرارة الجسم الداخلية بالاضافة الى دورها في انتاج الهرمونات و مساعدتها على امتصاص الفيتامينات في الجسم و لكن الجسم يحتاج اليها بكميات قليلة حيث أن ارتفاع نسبتها في الجسم يسبب العديد من الأمراض و المشاكل الصحية لذلك يجب الانتباه الى عدم استهلاك كميات كبيرة منها. و يمكن الحصول على الدهون من مصادر نباتية أو حيوانية.

      المصادر النباتية : و هي دهون غير مشبعة أي أنها تكون في الحالة السائلة في درجة حرارة الغرفة و لها عدة فوائد مثل خفض مستوى الكوليسترول في الدم كما أنها تعمل على تعديل نسبة الأنسولين في الدم و من أهم مصادرها زيت الزيتون، زيت الفول السوداني و زيت دوار الشمس.

      المصادر الحيوانية : على خلاف الدهون النباتية فإنها دهون مشبعة فتكون في حالة صلبة في درجة حرارة الغرفة و توجد في البيض، اللحوم ومشتقات الحليب و زيادة استهلاكها هي السبب الرئيسي لأمراض القلب والشرايين حيث أنها تقلل مرونة الشرايين وتسبب ارتفاع الضغط و يمكن استبدالها بلحوم السمك التي تعتبر على أنها دهون متعددة غير مشبعة لا تسبب الضرر للشرايين و القلب بل على العكس فهي تقلل من خطر الاصابة بتصلب الشريان التاجي.

      أسباب زيادة الوزن :

      من المُسلمَّات أن تناول الطعام بكميّات كبيرة يؤدي الى زيادة الوزن فجسم الانسان بحاجة الى كمية محددة من السعرات الغذائية ليحافظ على أداء وظائفه الحيوية بشكلٍ سليم وبالتالي فإن كميات الغذاء الاضافية التي تدخل الجسم يتم حفظها على شكل دهون ليتم حرقها فيما بعد لتأمين الطاقة اللازمة و خصوصاً في منطقة البطن، الإبطين و الفخذين بالإضافة الى تجمع الشحوم حول الشرايين، و لكن فرط الشهية تجاه الطعام ليس أمراً طبيعياً و لا يحدث من تلقاء نفسه، وإنما يوجد عدةأسباب تحفز زيادة الشهية و من أهمِّها :

      التوتر والضغط النّفسي :

      المشاكل اليومية والضغوطات النفسية تؤثر على هرمونات الجسد بشكلٍ مباشر حيث أنها تزيد من إفراز هرمون الكورتيزول. وللأسف هذا الهرمون يسبب زيادة الشهية مما يؤدي الى تناول سعرات حرارية زائدة. ايضا التوتر يسبب خللاً في نظام الاستقلاب في الجسم وقد يسبب تخزين كميات أكبر من الدهون و بالتالي زيادة الوزن.

      قلة النوم و السهر لفترات متأخرة : عادة ما يسبب السهر لفترات متأخرة زيادة الشعور بالجوع. مما يزيد عدد السعرات الحرارة المستهلكة في اليوم الواحد. كما أن تناول الطعام في هذه الأوقات يتحول بشكلٍ شبه كامل الى دهون. لأن معدلات الاستقلاب تنخفض في الساعات المتأخرة مما يؤدي الى زيادة الوزن بشكل سريع.

      سوء التغذية :

      معظمنا لا يعتمد على نظام غذائي معين في حياته و عوضاً عن ذلك يتبع أنظمة غير متوازنة. تحتوي على كميات عالية من السكريات و الكربوهيدرات و عدم استهلاك كميات كافية من الفواكه أو الخضروات. ما يحرم الجسم من الفيتامينات و الأملاح الضرورية و هو من أكبر مسببات السمنة الزائدة. حتى أن البعض يعتقد أن تقليل كميات الدسم والكربوهيدرات المستهلكة يومياً يسبب انخفاض الوزن. و لكن على العكس فإن هذه المواد الغذائية تسبب زيادة الوزن حتى لو تم استهلاكها بكميات قليلة. وعوضاً عن ذلك يمكن تناول أغذية صحية غنية بالالياف والفيتامينات وبكميات مناسبة والتي تحرق الدهون و بالتالي تسبب نقصان الوزن.

      الأدوية المضادة للاكتئاب :

      في دراسة تم إجراؤها في لندن لُوحِظَ ارتباط مباشر بين أدوية الاكتئاب و زيادة الوزن حيث ان الأشخاص الذين يستعملون هذه الأدوية أكثر عرضة لزيادة الوزن بنسبة 21% من الذين لا يستعملونها و لكن يختلف معدل زيادة الوزن من شخص الى آخر حيث أن بعض الأشخاص لا تؤثر بهم أدوية الاكتئاب في حين تسبب زيادة الوزن للبعض الآخر، ومن الأسباب الغير مباشرة والتي ترافق اسخدام أدوية الاكتئاب الإفراط في تناول الطعام والخمول الذي يسببه الاكتئاب عند بعض الأشخاص، انقطاع الشهية عند بعض الاشخاص بسبب الاكتئاب وتحسن الشهية بعد شفائهم مما يسبب تناول الطعام بشراهة و بالتالي زيادة الوزن.

      مضادات الحساسية : إن أدوية علاج التحسس والتي تعرف باسم مضادات الهيستامين تسبب زيادة الوزن بشكل ملحوظ خصوصاً عند النساء وفق الدراسات حيث أنها تثبط إفراز الهيستامين في الجسم ما يؤدي الى زيادة الشهية تجاه الطعام والمشكلة أن هذه الأدوية لا تحتاج الى وصفة طبية لذلك يجب استعمالها عند الحاجة فقط.

      مضادات الالتهاب الستيروئيدية : و هي أدوية مسكنة للألم و خافضة للحرارة كما أنها تُمَيّع الدم وتستخدم لعلاج العديد من الأمراض ولكنها تسبب احتباس السوائل في الجسم و زيادة الشهية ما يسبب زيادة الوزن كما أنها لا تحتاج الى وصفة طبية لاستخدامها لذلك يجب توخي الحذر عند استعمالها.

      الأنسولين : هو العلاج الرئيسي لمرض السكري حيث يعمل على تحييد الجلوكوز من الدم ليحافظ على معدل السكر و لكنه يقوم بتخزين هذه السكريات في الخلايا ليتم حرقه لاحقاً لذلك قد يسبب زيادة الوزن اذا لم يقم المريض بنشاطات يومية لحرق هذه السكريات ويجب على المريض أن يستعمل الأنسولين وفقاً لاستشارة الطبيب.

      قصور الغدة الدرقية : و هي الغدة المسؤولة عن افراز هرمون النمو و في حال قصور هذه الغدة فإنها تسبب الشعور بالتعب و البرد بالاضافة الى زيادة الوزن نتيجة إبطاء عملية الاستقلاب في الجسم و يجب علاج هذه الحالة عن طريق الطبيب.

      شفط الدهون :

      هي عملية تهدف الى ازالة الدهون والشحون المتراكمة من بعض مناطق الجسم من أجل الحصول على مظهر مثالي. عن طريق استعمال مضخة مفرغة من الهواء تقوم بشفط الدهون من تحت الجلد. و لا يمكن القيام بهذه العملية في كل مناطق الجسم حيث أنها تنحصر على البطن، الرقبة، الخصر، الفخذين، الأرداف والذراعين. وعادة ما يلجأ اليها المريض عندما تفشل الطرق الأخرى مثل الحمية الغذائية و التمارين الرياضية في انقاص الوزن. كما أنه يمكن تنفيذها بغض النظر عن حاجة المريض الصحية اليها فالبعض لا تسبب لهم السمنة الزائدة مشاكل صحية. و يسعون فقط الى تحسين مظهرهم الخارجي خلال وقت قصير لذلك فإن شفط الدهون هي الحل الأمثل لزيادة الوزن.

      أنواع شفط الدهون :

      شفط الدهون بالنفخ : وهي الطريقة التقليدية في عمليات الشفط حيث يقوم الطبيب بحقن المنطقة التي ستُجرى عليها العملية بسوائل ملحية مثل الأدرينالين و الليدوكائين و بعدها يقوم بإدخال أنابيب دقيقة تُدعى (الكانيولا) تحت الجلد في المنطقة المرغوبة ويقوم بتحريكها بشكلٍ معيّن حيث تقوم هذه الأنابيب بتكسير الدهون ليقوم الطبيب بشفطها خارج الجسم باستعمال مضخة مفرغة من الهواء، وهذه العملية يمكن إجراؤها تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام حسب حالة المريض.

      شفط الدهون باستخدام الموجات الفوق صوتية : حيث يتم استعمال جهاز يولِّد موجات فوق صوتية بقوة معينة تقوم بتسييل الدهون وتفكيكها حتى يتمكن من شفطها بعد ذلك و يُنصح استعمال هذه الطريقة لإزالة الدهون من الرقبة والبطن و الثدي عند الرجال.

      الشفط بالليزر : تشبه من ناحية المبدأ تقنية الموجات الفوق صوتية ولكن يتم استعمال موجات ليزر ذو طاقة منخفضة لتكسير الدهون و يمكن أن تخضع للتخدير الموضعي أو التام حسب حالة المريض.

      تقنية الفيزر (Vaser) : تعرف أيضاً بنحت القوام الديناميكي رباعي الأبعاد حيث تتميز هذه التقنية بتفوقها على التقنيات الأخرى من ناحية الدقة وقدرتها على تفتيت الدهون الموجودة حول العضلات بسهولة عبر استعمال موجات فوق صوتية ذات دقة عالية مما يؤدي الى استهداف الدهون مباشرة دون إلحاق أي ضرر بالأنسجة المجاورة وتتم عن طريق حقن سوائل ملحية و مواد مخدرة في المنطقة المقصودة وشق فتحات صغيرة حول هذه المنطقة لا يتجاوز قطرها ال 5 ملم ليتم بعدها إدخال انبوب الفيزر الذي سيفتت الدهون وسحبها خارج الجسم، و بفضل دقتها العالية فإنها لا تؤذي الأوعية الدموية الموجودة حول الدهون ما يقلل نسبة فقدان الدم بدرجة كبيرة.

      اجراءات ما قبل العملية :

      • يجب على المريض استشارة الطبيب أولاً حتى يُقَيّم حالة المريض الصحية وحاجة المريض لعملية شفط الدهون ونسبة نجاحها كما يجب على المريض أن يخبر الطبيب بكافة المشاكل الصحية التي يعاني منها لأنها قد تؤثر على سير العملية فعملية شفط الدهون ليس مماسبة لكافة الفئات العمرية فلا يمكن إجراؤها للأطفال أو للطاعنين في السن كما أنها غير مناسبة للذين يعانون من أمراض مزمنة مثل القلب والسكري ويجب على الطبيب أن يقرر ما إذا كانت حالة المريض الصحية مناسبة للعملية أم لا، كما أن العملية ليست مناسبة لكافة الأحجام فالأسخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لا يستطيعون اجراءها لما تشكّله من خطر على حياتهم، كما يقوم الطبيب بتحديد المناطق التي من الممكن شفط الدهون منها بالاتفاق مع المريض.
      • مثل أي عملية أخرى يجب على المريض أن يقوم بإجراء بعض التحاليل الهامة. مثل تحليل الدم الشامل و في بعض الأحيان يتطلب صورة شعاعية للصدر و تخطيط القلب.
      • يجب التوقف عن استعمال بعض الأدوية التي يتعاطاها المريض لذلك يجب أن يناقش المريض هذا الموضوع مع الطبيب بشكل مباشر. كما يجب التوقف عن استعمال الكحول لمدة يومين والامتناع عن الطعام لمدة ثمان ساعات قبل العملية.
      • الامتناع عن تعاطي الستيرويدات الطبية مثل الاسبيرين و مضادات الالتهاب قبل موعد العملية باسبوعين.
      • الامتناع عن تناول حبوب منع الحمل بالنسبة للنساء قبل موعد العملية باسبوعين.
      • تناول جرعات من الحديد قبل اسبوع من موعد العملية بالنسبة للاشخاص المصابين بفقر الدم

      كيف تتم العملية :

      • في البداية يقوم الطبيب بتحديد مناطق الشفط باستعمال قلم سائل.
      • يقوم الطبيب بعد ذلك بتخدير المريض إما موضعياً أو تخديراً كاملاً حسب ما تقتضيه حاجة العملية فإذا كانت سَتُجرى على مناطق ضيقة فيكفي التخدير الموضعي للقيام بها و لكن إذا كانت هناك عدة مناطق ستخضع للجراحة بنفس الوقت مثل الذراعين و الخصر و الأرداف فعندها يجب أن يتم تخدير المريض بشكلٍ عام للحفاظ على سلامته..
      • بعدها يقوم الطبيب بفتح شقوق لا يتعدى عرضها 5 ملم حيث يُدخل إبرة الشفط عبر هذه الشقوق. والتي تكون متصلة بمضخة مفرغة من الهواء تقوم بشفط الدهون من داخل الجسم. ويقوم بشفط من 2 الى 5 لتر من الدهون حسب حاجة المريض و حالته الصحية.
      • تستغرق العملية من ساعة الى ثلاث ساعات تبعاً لكمية الدهون في جسم المريض وعدد المناطق التي ستخضع لهذه العملية.

      خطوات ما بعد العملية :

      • اذا كانت كمية الدهون التي خضعت لعملية الشفط كبيرة فقد يضطر المريض للبقاء في المشفى لليلة واحدة. حتى يتم مراقبة وضعه عن كثب و لكن في اغلب الأحيان من الممكن أن يغادر المشفى في نفس يوم العمليّة.
      • يقوم المريض بوضع حزام ضاغط  لمدة شهر إلى شهر ونصف من أجل تجنب حدوث تورم و انتفاخات في منطقة العمليّة.
      • يعطي الطبيب المريض بعض المضادات الحيوية للحماية من الالتهابات و من الممكن للمريض متابعة حياته اليومية و العودة الى بلده الاصلي اذا كان غير مقيم في تركيا، بعد أسبوع من العمليّة.

      الآثار الجانبية لعملية شفط الدهون :

      • شعور المريض ببعض الآلام الطفيفة و التي يمكن علاجها باستعمال المسكنات.
      • ظهور كدمات في منطقة العملية.
      • ظهور ندبات وتباين في لون الجلد.
      • في حال الشعور بآلام لا تزول بالمسكنات، فقدان الاحساس في مناطق العملية، ارتفاع في درجة الحرارة أو ضيق في التنفس. أو تسرب للسوائل في المناطق التي خضعت لعملية الشفط يجب على المريض مراجعة الطبيب بأقرب وقتٍ ممكن.